راسم الضحكات
ظل يطلق تعليقاته الساخرة بشكل لا يخلو من الدعابة هستيرية الضحك والمشاكسة الشهية حتى دمعت عيناي من القهقهة.. ثم قال: “أتعرفين؟” “إن راسم الضحكات امهر
للنجاح ثمن باهظ، وكذلك للسقوط!
يسلبون مِن الناجحين حُرِّيَّة الِانْطِلَاق كَمَا يسلبون مِنْ الْمُلُوكِ حُرِّيَّة التَّجَوُّل ! للنجاح ثَمَن بَاهِظٌ لَا يُدْرِكُهُ إلَّا مِنْ هَام بِالطَّبِيعَة ودفء الْأَهْل مُنْذ الصِّغَر ببساطته وَحُرِّيَّتُه الَّتِى لَا تُعْرَفُ الْقَوَاعِد الصَّارِمَة ! بَعْد النَّجَاح يَا عزيزى، تَتَحَوَّلُ إلَى “كعكة” شَهِيَّة جِدًّا، وَكُلّ الْمَارِّين يَأْتُون بِسِكِّين لِيَأْخُذُوا قَطَعَة، وَتَظَل فِى رَحْلِه الْعَطَاء بِحَوَاسّ مَازِلْت تَتَعَلَّق بشروق الشَّمْس، وموج الْبَحْر، وحفيف الْأَشْجَار، وَرَائِحَة الْيَاسَمِين، وَتَتَابَع الْأَلْوَان نقاءا فِى السَّمَاءِ بَيْنَمَا جَسَدِك يَظَلّ فِى مَيْدَان الِاسْتِجَابَة لِلسَّائِلِين، وتصحو كُلَّ يَوْمٍ تَسْأَل نَفْسِك: مَتَى أَسْتَطِيع التَّحْلِيق ؟، وَتُجِيب نَفْسِك: عِنْدَمَا لَا نَخْشَى الْهُبُوط !، فَلَا تُعْجِبُك الْإِجَابَة، وتعكف عَلَى مُحَاوَلَةِ إيجَادُ حِلِّ !
عتمات ونهار
يختلط فيك هدوء الليل وحيوية النهار .. تصمت ويأخذك التفكر فى عتمات -لا أستطيع الرؤية خلالها- تلقى عليك أحيانا ظلالا يبدو كأنها تثقلك وأحيانا أخرى
زهرة
قَال “أنتِ طَيِّبَةُ جداً . . . لَحِقَتْهَا بتحفز “هل تَعَنَّى إِنِّى سَاذَجَةٌ ؟ “ . . اِبْتَسَم فِى حَرَج ، وَقَال : أَبَدًا . . فَقَط أراكِ لاتنتمين لِهَذِه الْأَرْض . . كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْمَفْرُوضِ أَنْ تسكني عَلَيْهَا . . تَبْدِينٌ كالزهرة فِى الطَّرِيقِ . . . تَتَمَايَل مَع النَّسِيم . . فَلَا يأتينى مِنْهَا سِوَى رَائِحَتُهَا الْجَمِيلَة . . وَوُجُودُهَا الخلاب . أُفَكِّر . . . أَنَّهَا لَا تؤذينى أَبَدًا . . . هَذَا فَقَطْ ! .
امرَأَةٌ غَيْرُ عادِيَةٍ
مَا أَرْوَعَ صَوْتُكِ عِنْدَمَا يُقَرِّرُ أَنْ يَلْمِسَ اَلْقَلْبَ. تُجِيدِينَ نَزْعُ أَسْلِحَةِ اَلنَّفْسِ بِهُدُوءِ رَحِبْ. تُمْسِكِينَ بِيَدِ اَلرُّوحِ، وَتَسْلُكِينَ بِهَا مِسَاحَاتً سَمَاوِيَّةً بِلَا مُقَاوَمَةٍ مِنْ اَلْيَدِ
الْشَّجَرَةُ
مِنْ فَوَقِى تَمْتَدُّ فُرُوعُ الْشَّجَرَة… وَ أَمَامِى سَقَطَتْ وَرَقَةٌ… مِنْ أُخْرَى… ثُمَّ تَلَتْهَا الْأُخْرَى… صَفْرَاء… لَكِنَّ مَنْ فَوَقِى مَاْ زَالَتُ الْأَوْرَاقُ خَضْرَاء… لَيْسَتُ كَثِيفَة… لَكُنَّ طَبَقَةُ تِلْوُ الْأُخْرَى تَتَشَابَك… كَالْحُلْمِ بِأَنْ يَغْزِلَ قَلْبُكَ وَ يَدَاكَ كُلَّ الْأَشْيَاءِ… لكأنْكَ سِرٌّ… أَوْ حَقٌّ… يَخَطِّطُهُ كِرامٌ بَرَّرَه؟ … تَتَنَاثَرُ حَوْلَى فِىَّ أَلِأَجْوَاء… تَتَخَلَّلُ كُلَّ الْأَشْيَاءِ… مِنْ حَوْلَى.. وَ بَدَاْخَلْىِ لْكَأنَكَ أَصْبَحَتْ الْأحْشَاءُ… …