آَتَى إلَيْك أَتَطَهَّرُ مِنَ شَرَاسَةٌ الْيَوْم
تَغْسِل نَفْسِى مِنْ سقَمِها وتوَحُشِها
ثُمّ تصبغنى بِلَوْن الْإِنْسَان ..
تذكرنى بِأَن الرِّضَا وَالهُدُوء والاستبشار
بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُم لَيْسُوا دَائِمًا الطُّرُق السَّرِيعَة أَوْ حَتَّى الْأَكِيدَة لِلْفَوْز ،
لَكِنَّهُم حَتْمًا طُرُق لسعادة يَمْلَؤُهَا الضَّحِك وَرَاحَة الْبَال
وسيأتى الْفَوْز عِنْدَمَا يحين وَقْتِه ..
تذكرنى كَثِيرًا بِبَيْت جَدِّى ..
لَمْ يَكُنْ الطُّمُوح يَحُوم بأشباحه فِى هَذَا الْبَيْتِ ..
وَلَكِن الْكَثِيرِ مِنْ الْبَسَاطَة وَالرَّحْمَة وَالْحَمْد ..
انْتِظَار أَىّ شَيّ صَغِيرٌ
ثُمّ يَعُمّ الْفَرَح
وتتعالى الْأَصْوَات فِى حِمَاس !. .
وَلَكِن أَتَعْرِف مَا تذكرنى بِهِ أَكْثَرُ
طَرِيق سَفَر طَوِيلٌ الْعَتَمَة
لاَ يَمْلَؤُهُ سِوَى صَحْرَاء طَوِيلَة وسماء مُتَنَاثِرَة النُّجُوم
ثُمَّ يَظْهَرُ فِى وَسَط الْعَتَمَة ذَلِكَ الْخَطَّ المتلألأ بأضواءِه مِنْ بَعِيدٍ
فِى وَسَط الصَّحْرَاء ،
فَاعْرِف أَن مدينتى الصَّغِيرَة اقتربت…
تِلْكَ الْمَدِينَةِ الَّتِى تطهرنى مِن شَرَاسَة الْعَام ،
وتملؤنى بِالرِّضَا وَالهُدُوء والاستبشار ..
وَالْبَسَاطَة وَالرَّحْمَة وَالْحَمْد ..
والضَّحِك وَرَاحَة الْبَال وَالْفَرَح . .
تلك هالات أراها تصاحبك وأنت قادِمٌ منْ بعيد!