اهْرُبْ إلَيْك مِنْ قَسْوَةِ الْحَيَاة وَتَحَجُّرِهُا
كَمَا اهْرُبْ إِلَى رِمَال الْبَحْر النَّدِيَّة تَغُوص قَدَمَاي فِيهَا كَالْحَرِيرِ الْوَثِير!
اهْرُبْ إلَيْك مِنْ تَلَاطُم الْأَحْدَاث كَالسَّوْط فِي عَقْلِي
كَمَا اهْرُبْ إِلَى مَوْجِ الْبَحْر الْهَادِي يُلَاطِفُنِي
كَطِفْلٍ يَرْتَمي عَلَى كَتِفِي ضَاحِكًا
ثُمّ يُفْلِت ذَائِبًا قَبْلَ أَنْ أُمْسِكَ بِه!
اهْرُبْ إلَيْك مِنْ سَقَىعِ الْفَرَاغِ حَوْلِي
كَمَا اهْرُبْ إِلَى مِيَاهِ الْبَحْرِ الصَّافِيَة تَغْمُرُنِي…وَتُضَمْنِي بِرِفْق!
اهْرُبْ إلَيْك مِنْ التَّعَبِ وَمَنْ الصَّخَب وَمَنْ الصْلَابَة
حَتَّى أَذْكُرُ أنِّي امْرَأَةٌ
بَعْدَ أَنْ نَسِيَ الْجَمِيع…
وَنَسِيتُ أَنَا مَعَهُمْ!
اهْرُبْ إلَيْك… لِأَنَّك تُشْبِه الْبَحْر..
يَجْلُو أَوْجَاعي وَضَبَابَ أَفْكَارِي..
اهْرُبْ إلَيْك
فَأَتَذَكَّرُك…
وَأَتَذَكَرَنِي!