أَتَيْتُ كَعَاصِفَةِ الشَّمْسِ تَحْفِرُ أَثَرَهَا فِى فَجْرَ السَّمَاءِ،
تُرَوِّضُ الْبُسْتَان وَالْأَلْوَان وَالْأَجْسَاد وَالْأبْحُرَ الموجاء!
تَدِبُّ قَدَمَاكَ فِى الْأَرَضَ كَجِبَالِ قِى ثبَاتِهَا عَصْمَاءُ،
كَوَتَدٍ تَتَعَلَّقُ بِهِ الْخَيْمَاتُ خَشْيَةَ تعاصف الْأَجْوَاءِ
تُجِيدُ وَضْعَ الْحُدودَ، وَهَدْمَ السُّدُودِ، وَتُبَدِّدُ الظَّلْمَاءُ،
وَتُكَسِّرْ الْعِنَادَ بِلَيِّنِ قَوْلِكَ كَأَنَّكَ وَرَيَّث مِنَ الْحُكَمَاءِ!
وَتَحْكُمُ يَدَاكَ الْقَبْضَةَ بوفيض كَرَمٍ وَبَذْلٍ هُوَ مِنْ عَطَاءٍ
تُؤْثِرَ فِيهِ الْقَادِمِينَ وَالرَّاحِلِينَ وَالْمَاكِثِينَ فِى الْأَنْحَاء!
وتُهَشِّمُ الْخُيَلَاَءُ بِحُسْنِ عَطْفِكَ عَلَى مِنْ ذَلَّ مِنْ ضُعَفَاءِ.
وَتُثَبِّتُ بِثبَاتِكِ وَطِيبِ مُلَاَقَاتِكَ هَزِيزَ الْمُهْجَةِ الرعشاء،
فَيَأْتِىَ قَمَرُ اللَّيَالِىَ رَاغِبًا يَدْنُو إِلَيْكَ صَامِتًا ليُستَضاءُ
وَتطلق سَرَاحَ مَعَانٍ عَطَاشَى تَتَحَدَّثُ بِهَا عُيُونُكَ الْهَدْبَاء
تُلَجِّمُ بِهَا حَرَاَكَ الْقلب وَالْعَقْلِ وَالرَّوْحِ عَلَى حَدِّ سَوَاء،
فَتُنْصِتَ الْأَصْدَاءُ، وَتُبْدَى الْإِطْرَاءُ
عَلَى نَفْسٍ فِى نَفْسِهَا وَسماء؛
مُتَّقِدَةُ المظهر، عَزِيزَةُ الْجَوْهَر..
لِمَنْ حَوْلَهَا هِى دَهْشَةٌ سَرَّاء!