وقت المغيب
يربتون رأسى
ويصففون لى شعرى المبلل على مهل ،
ويضفرونه ..
بعد إزالة آثار الملح ،
ونسيم المغارب يهب على
فيؤكد لى نداوتى التى صرت عليها
بعد يومى فى براح البحر .
وبعد صخب الضحكات ،
وصراخ المرح ،
ومغامرة المجهول تحت الماء ،
هدأت الأصوات على الشاطئ ..
وإنحسرت الأقدام ..
نجرى على الشاطئ لنرفع طائرتنا الورقية
وتلتف حولها الطيور فى عنان السماء
محاولةً أن تفهم ماهيتها ..
ونحن نضحك على سذاجة الطيور العابرة !
صار صوت الموج أوضح
بعد أن خلى من البشر ..
ولكن مازال البحر يركض خلفى ،
بعد أن غمرنى ودللنى ..
أريد أن أعود إليه
ولكن .. حان وقت الرحيل
.. حان وقت صعود الدرج الأسمنتى
ولعب المساء حول الطاولات ..
والأرجوحة ..
ولكن مازال قلبى متعلق بالرمال الندية ..
ورائحة البحر العاشق ..
أجلس وأنا مازلت أشعر بالموج يهدهدنى ..
أقول..”سأعود إليك غدا .. أعرف أنى سأجدك تنتظرنى ..
لم تخزلنى يوما !
كنت دائما تنتظرنى
حتى تغمرنى …
ولا يدرى أحد
إن كانت تلك قطرات مياهك أم أدمعى ..
كنت تجيد حفظ السر ،
وتخطف منى كل أحزانى .
يسعدنى أن أقابل من هم مثلك !”
لحظات أحفظها فى ذاكرتى
أعود إليها
كلما شعرت بقسوة المدينة الأسفلتية !
أستعيد تلك الفتاة الصغيرة
لأتكئ عليها فى عثرات الحياة
وصلابة الأفق ،
فلديها من النوافذ والأبواب
ما تأخذنى عبرهم ..لأتحرر ..
وأعود بجناجين من سكينة
لا يستطيعهما الجبابرة !
أنا تلك الصغيرة الكبيرة ..
أنا حمد لله و توكل عليه
أنا مازلت صامدة كمدينتى
مدينة الصمود ..
بصلابة صخر البحر
وانسيابية مياهه
ونعومة رماله اللينة
أنا مازلت هى
فلا تستخف بمن ابتلعت روحها الشاطئ
فإنك لا تعرف … بمن ستلتقى فيها !