نغترب!
يأتى الشتاء بالبرد والظلام يفرض علينا النوافذ والابواب المغلقة تصمت الشوارع وتنحسر اصوات الضحكات ربما نسمعها تأتى من بعيد.. من وراء باب… بعيدة! وفى ظل
اهْرُبْ إلَيْك
اهْرُبْ إلَيْك مِنْ قَسْوَةِ الْحَيَاة وَتَحَجُّرِهُا كَمَا اهْرُبْ إِلَى رِمَال الْبَحْر النَّدِيَّة تَغُوص قَدَمَاي فِيهَا كَالْحَرِيرِ الْوَثِير! اهْرُبْ إلَيْك مِنْ تَلَاطُم الْأَحْدَاث كَالسَّوْط فِي عَقْلِي كَمَا اهْرُبْ إِلَى مَوْجِ الْبَحْر الْهَادِي يُلَاطِفُنِي كَطِفْلٍ يَرْتَمي عَلَى كَتِفِي ضَاحِكًا ثُمّ يُفْلِت ذَائِبًا قَبْلَ أَنْ أُمْسِكَ بِه! اهْرُبْ إلَيْك مِنْ سَقَىعِ الْفَرَاغِ حَوْلِي كَمَا اهْرُبْ إِلَى مِيَاهِ الْبَحْرِ الصَّافِيَة تَغْمُرُنِي…وَتُضَمْنِي بِرِفْق! اهْرُبْ إلَيْك مِنْ التَّعَبِ وَمَنْ الصَّخَب وَمَنْ الصْلَابَة حَتَّى أَذْكُرُ أنِّي امْرَأَةٌ بَعْدَ أَنْ نَسِيَ الْجَمِيع… وَنَسِيتُ أَنَا مَعَهُمْ! اهْرُبْ إلَيْك… لِأَنَّك تُشْبِه الْبَحْر.. يَجْلُو أَوْجَاعي وَضَبَابَ أَفْكَارِي.. اهْرُبْ إلَيْك فَأَتَذَكَّرُك… وَأَتَذَكَرَنِي!
فى ومضة!
احمل ذكراك معى كالبحر يطفو على سطح الذاكرة فى كل لحظات الحياة الجميلة كالموج يهدهد القلب المنتشى برحيق الوهلة. ومضة منك تمر أمامى .. فترتسم
عِنَاقٌ الْعُيُون
عِنَاقٌ الْعُيُون دَافِيء الْبَهَاء وَالشَّوْق كَالْجُنُون صَاخِب النِدَاء يَتْبَعُهُ التَّائِهِون وَعُمَرُهم فِدَاء وَالْوَصْلُ فِي الشُّجُون حَيِّيُّ الإكْتِفَاء وَالْقَلْبُ لَا يَخُون شَدِيدُ الِإبْتِلَاء وَالْقَمَرُ لاَ يَهُون جَمِيلُ الِإحْتِوَاء هَوَاءُهُ ضِيَاء إنَّ إنْهِمَار السَّيْلُ فِي عَطَائِهِ سَخِيُّ الِإرْتِوَاء..!
لك منا روح!
يا قمرا قد أرهقه تكرار الصعود إلى السماء لك منا روح تصطحب خطاك قربا فى الخفاء تضمك إذا اشتدت الظلمة عليك وانت فى العلياء وحدك
أَتَيْتُ
أَتَيْتُ كَعَاصِفَةِ الشَّمْسِ تَحْفِرُ أَثَرَهَا فِى فَجْرَ السَّمَاءِ، تُرَوِّضُ الْبُسْتَان وَالْأَلْوَان وَالْأَجْسَاد وَالْأبْحُرَ الموجاء! تَدِبُّ قَدَمَاكَ فِى الْأَرَضَ كَجِبَالِ قِى ثبَاتِهَا عَصْمَاءُ، كَوَتَدٍ تَتَعَلَّقُ بِهِ الْخَيْمَاتُ خَشْيَةَ تعاصف الْأَجْوَاءِ تُجِيدُ وَضْعَ الْحُدودَ، وَهَدْمَ السُّدُودِ، وَتُبَدِّدُ الظَّلْمَاءُ، وَتُكَسِّرْ الْعِنَادَ بِلَيِّنِ قَوْلِكَ كَأَنَّكَ وَرَيَّث مِنَ الْحُكَمَاءِ! وَتَحْكُمُ يَدَاكَ الْقَبْضَةَ بوفيض كَرَمٍ وَبَذْلٍ هُوَ مِنْ عَطَاءٍ تُؤْثِرَ فِيهِ الْقَادِمِينَ وَالرَّاحِلِينَ وَالْمَاكِثِينَ فِى الْأَنْحَاء! وتُهَشِّمُ الْخُيَلَاَءُ بِحُسْنِ عَطْفِكَ عَلَى مِنْ ذَلَّ مِنْ ضُعَفَاءِ. وَتُثَبِّتُ بِثبَاتِكِ وَطِيبِ مُلَاَقَاتِكَ هَزِيزَ الْمُهْجَةِ الرعشاء، فَيَأْتِىَ قَمَرُ اللَّيَالِىَ رَاغِبًا يَدْنُو إِلَيْكَ صَامِتًا ليُستَضاءُ وَتطلق سَرَاحَ مَعَانٍ عَطَاشَى تَتَحَدَّثُ بِهَا عُيُونُكَ الْهَدْبَاء تُلَجِّمُ بِهَا حَرَاَكَ الْقلب وَالْعَقْلِ وَالرَّوْحِ عَلَى حَدِّ سَوَاء، فَتُنْصِتَ الْأَصْدَاءُ، وَتُبْدَى الْإِطْرَاءُ عَلَى نَفْسٍ فِى نَفْسِهَا وَسماء؛ مُتَّقِدَةُ المظهر، عَزِيزَةُ الْجَوْهَر.. لِمَنْ حَوْلَهَا هِى دَهْشَةٌ سَرَّاء!